أعز الناس في نظر الرشيد
كان الكسائي يؤدب الأمين والمأمون (ابني هارون الرشيد)، فأراد يوما الانصراف عنهما فابتدرا إلى نعله ليقدماها له فتنازعا: أيهما يقدمها له، ثم اصطلحا على أن يقدم كل واحد منهما فردة واحدة، فلما نما الخبر إلى الرشيد وجه إلى الكسائي يدعوه، فلما دخل عليه قال له: ''من أعز الناس؟''، قال: لا أعلم غير أمير المؤمنين·· قال: لكن أعز الناس من إذا نهض تقاتل على تقديم نعله وليا عهد المسلمين حتى يرضى كل منهما أن يقدم له فردة منهما·
فأخذ الكسائي يعتذر حاسبا أنه أخطأ، فقال الرشيد: لو منعتهما ذلك لأوجعتك عتبا ولألزمتك ذنبا، وما وضع ما فعلا من شأنهما بل رفع من قدرهما وبيّن قدر جوهرهما· ولقد تبينت مخيلة الفراسة بفعلهما، فليس يكبر المرء وإن كان كبيرا عن ثلاثة: تواضعه لسلطانه ووالديه ومعلمه·
ثم قال وقد عوضتهما عما فعلا عشرين ألف دينار، ولك عشرة آلاف درهم على حسن تأديبك إياهما·
كان الكسائي يؤدب الأمين والمأمون (ابني هارون الرشيد)، فأراد يوما الانصراف عنهما فابتدرا إلى نعله ليقدماها له فتنازعا: أيهما يقدمها له، ثم اصطلحا على أن يقدم كل واحد منهما فردة واحدة، فلما نما الخبر إلى الرشيد وجه إلى الكسائي يدعوه، فلما دخل عليه قال له: ''من أعز الناس؟''، قال: لا أعلم غير أمير المؤمنين·· قال: لكن أعز الناس من إذا نهض تقاتل على تقديم نعله وليا عهد المسلمين حتى يرضى كل منهما أن يقدم له فردة منهما·
فأخذ الكسائي يعتذر حاسبا أنه أخطأ، فقال الرشيد: لو منعتهما ذلك لأوجعتك عتبا ولألزمتك ذنبا، وما وضع ما فعلا من شأنهما بل رفع من قدرهما وبيّن قدر جوهرهما· ولقد تبينت مخيلة الفراسة بفعلهما، فليس يكبر المرء وإن كان كبيرا عن ثلاثة: تواضعه لسلطانه ووالديه ومعلمه·
ثم قال وقد عوضتهما عما فعلا عشرين ألف دينار، ولك عشرة آلاف درهم على حسن تأديبك إياهما·