144 ... [b]سِـرُّ الوُجــود[/b]
كلـَّما عُـدتََ يَستـفيـق ُ الرّبيعُ
يَــومُ مـيــلادِكَ الـبَهِـيِّ بَـديــعُ
أنتَ سِرّ الوجودِ أنـتَ رسـولٌ
قــدرُهُ بَـيـن الأنـبـيَـاءِ رَفــيـعُ
أنــتَ هــادٍ إلـى سبـيل رَشـادٍ
وَغدًا يَومَ الفصل أنتَ الشفيعُ
ربَّـنا اجـعَلنا مِنْ مُحِبّيهِ حـقـًّا
بـفِـعَـال ٍ، فأنـتَ أنتَ السَّميـعُ
رشيد أوزاني
في فِـداء الرّسول محمَّد صلى الله عليه و سلم
للدكتور خالد الهنداوي
أمحـمّـدٌ يـا سـيّـدي وإمامي
يـا خير من أفدي، عليك سلامي
يـا حـرز آمـال المحبِّ وحصنه
لا زال يـنـمو في هواكَ غرامي
جـدِّدْ بـنـفسي حبّك الزاكي الذي
إن قـلَّ زاد الـهـمُّ فـي أيـامي
يـا قـرَّةَ الـعـين الرحيم أمدَّني
بـالـحـبِّ وارْعَ بـسرِّه أسقامي
واقـبـلْ صـفيَّ الله فرط مودتي
وانـظـر إلى قلبي الكسير الدامي
يـا لائـمـي في عشقه أقصر فذا
قـرآنـُنـا لـم يـصـغ لـلّوام
حـبُّ الإلـه وحـبُّ ذات رسوله
مــتـلازمـان تـلازم الأرقـام
وهـوى الـرسول فريضة فطريةٌ
وجـمـالُـهـا لـلمؤمن المتسامي
وأحـبُّ مِـنْ نفسٍ ومن ولدٍ ومن
مـالٍ ونـاس حـبُّ خـيـر إمامِ
ولـنـعـمَ مَنْ ربُّ البرايا اختاره
لـرسـالـة الإيـمـان والإسـلامِ
خُـتـمـتْ رسالاتُ السما بمحمد
فـغـدا الـبـنـاء مـتوَّجاً بتمامِ
لـولا رسـالات الإلـه وهـديُـهُ
لـهـوى الأنـامُ بـلـجَّة وظلامِ
وهـل الـسـعـادة ترتقي إلا بها
كـالـروح تـنعم في دنا الأجسام
فـافـرَحْ لِـبُشرى العالمينَ بأحْمَدَ
وَتـقـلَّـد الـدُّنـيـا أعَـزّ وِسامٍ
وُلِـدَ الـهَـوى فـإذا بنجمٍ طلوعُه
يَـزهـو بـنـورِ الـخيْر للأقوامِ
هـذي الـسَّـعادةُ أقبَلتْ بعروسِها
فـتـرَنـَّمـوا يَــا ناسُ بالأنغامِ
عن موقع : " أدباء الشام" بتصـرُّف
**
في رحاب المولد الشريف
مع الشاعر مبروك زيد الخير
يُسعِدُنا ، بمناسبة الذكرى العطِرة للمولد النبويّ الشريف ، على صاحبها أفضلُ الصلاة وأزكى التّسليم، أن ننشرَ مقاطعَ مِنْ " بُـردة " الشاعر الدكتور المبروك
بن علي زيد الخير، التي نظمَها في مدح الرسول صلى الله عليه و سلم ، في شهر نصرته الذي بادَرتْ به وزارة الشؤون الدينية و الأوقاف .
وهذه القصيدة تقعُ في مائة وواحد و ثمانين بيتا ، أبدَعها صاحبُها ، تقبَّل الله دعاءه ، على شاكلة البُردة الشهيرة .
يقول الشاعر في مقدمة الكتاب : " المدائح النبويّة فن ّ شعري يعبِّر عن العواطف الدينية ، و بابٌ من الأدب رفيع ، ومنحى من الذوق مكين ، تمخضّتْ عنه قرائح المُحبّين للنبيِّ الأمين ، الذي كان هديُه ولا يزال نورا يَسري في القلوب ، و سِرًّا يَتغلغل في الحنايا ، ليعبّر عن مطلق التقدير والانبهار برسول اصطفاه المولى وآثره بخصوصيّة الختام ، فكان حقيقا أن يكون آخرَ أذُنٍ استمعَتْ لإرسال السّماء لجبرائيل الأمين بالوحي المبين ، وآخِرَ لسان بلّغ عن الحق مراده من الخلق . فهو القدوة المثلى ، و الأسوة العظمى للناس أجمعين .
وقد نبَتت المدائح النبوية منذ القديم مع ثلة من الأوّلين ، واكتملتْ في إبداع ثلة من الآخرين ، من عباقرة الشعراء ، كحسان بن ثابت ، وكعب بن زهير ،
والأعشى ، وشعراء آل البيت ، كالكميت بن زيد ، ودعبل الخزاعي،و الشريف الرضي ، و غيرهم ...
و لكنَّ أرسخهم في الرّوعة و الصِّدق و جيَشان العواطف ، إنّما هو شرف الدين محمَّد بن سعيد البوصيري ، عليهم جميعا رحمة الله و رضوانه .
وقد اندرجَتْ هذه القصيدة في ذلك المجال النوراني الرائق ، فأسهمنا بها في هذا الفنّ المديحي النبوي ،على شاكلة البردة ، و سمَّيناها :
" الحلّة السّندسيّة لنهج البُردة الرّضيّة في مدح خير البريّة "
فاضَ الفــؤادُ بحـبٍّ غامــِرٍعَرمِ
وَرفرفَ الشوقُ في قلبي إلى الحـرَمِ
وَ سافـرَ الطيـفُ للمُخـتار سيِّـدِنا
خـيْرِ الوجـودِ وأولى الناسِ بالكرَمِ
حدَّثـتُ نفسي عن جورِ الهوى فأبَى
غيرَ السَّــماعِ وأذْنُ القلب في صمَمِ
يا لائِمي كُـفَّ عنْ لومي فلوْ كُشِفتْ
لكَ الحـقائقُ و الأســرارُ لـمْ تلُمِ
شـوقُ النـبيِّ سَــبى قلبي ونوَّرهُ
وحبُّهُ فاض مِـنْ عمقي و فـوق فمي
بذلـتُ روحيَ في حُـبِّّ النبيّ وقــدْ
جَـرتْ دموعي فأبْـدى سيلُها سَقـمي
تقاصَـرتْ هِـمَّـتي عن نـور سُنّتِهِ
ولمْ أصَــلِّ كـما صـلّى ولـمْ أقُـمِ
ولمْ أكـنْ مثلَـه أطــوي مُصابـرةً
وأحـزِمُ البطـنَ من جوعٍ ومن عـدَمِ
للهِ درُّكَ إذْ تـرضـى بمـسغـبَــةٍ
وترفـضُ الذهــبَ الإبريزَ في شمَمِ
وتحبِسُ النفسَ في المِحرابِ مُمتطِـيًا
رِجليْنِ قدْ ضـجَّـتا مِـنْ شـدّةِ الألمِ
حَــلاّكَ ربُّــكَ بالأنـوار مـن أزلٍ
وكنتَ غايــةَ خلْـقِ الكونِ و الأمَمِ
وكنـتَ رحمـةَ ربّـي وهْـيَ بارزةٌ
في معـلـمٍ للهُـدى و الخير مُرتسَمِ
أنـتَ الأبـرُّ الـذي أوفـى بذِمّتِـهِ
والصّـادقُ الوعـدَ في فعلٍ وفي كلِمِ
أنـت الشفيـعُ لنا في يـوم مَحشرِنا
ومَنْ سِـواكَ لِهــول الخطبِ يُؤتمَمِ
ومَـنْ تكـنْ برسـول اللهِ قـدوتُـهُ
يَعـشْ سعـيـدًا ويَعـلو قمَّةَ الهرَمِ
**
كلمات ...
إنَّ الذي لا يفرحُ بعض المرّاتِ في السّنة يَرى الحياة كئيبة
ومَنْ كانتْ مواسمُهُ شاحبة ، بلا طعم ، يَتطلَّعُ إلى أعياد الآخرين
و قدْ يَتمنّى أنْ يَبتهِجَ مثلهم
و أمَرُّ من هذا أنْ يتمنّى أنْ يكون منهم
فالنّفسُ في حاجة ماسّةٍ إلى فترات حبور ومسرّات و بُشريات
فلماذا لا نجتهِدُ في صناعة الفرح ؟
و لِماذا لا نشاركُ المساجدَ في الاحتفال و الاحتفاء بأيّامنا ؟
فمِنْ حقِّ البيت أنْ يفرح
ومنْ حقِّ المدرسة أنْ تفرح
ومِنْ حقّ الشارع أنْ يَفرح
هكذا نوسِّعُ معاني الحياة
و نقنعُ بما عندنا من موروث متنوِّع14 [i]
كلـَّما عُـدتََ يَستـفيـق ُ الرّبيعُ
يَــومُ مـيــلادِكَ الـبَهِـيِّ بَـديــعُ
أنتَ سِرّ الوجودِ أنـتَ رسـولٌ
قــدرُهُ بَـيـن الأنـبـيَـاءِ رَفــيـعُ
أنــتَ هــادٍ إلـى سبـيل رَشـادٍ
وَغدًا يَومَ الفصل أنتَ الشفيعُ
ربَّـنا اجـعَلنا مِنْ مُحِبّيهِ حـقـًّا
بـفِـعَـال ٍ، فأنـتَ أنتَ السَّميـعُ
رشيد أوزاني
في فِـداء الرّسول محمَّد صلى الله عليه و سلم
للدكتور خالد الهنداوي
أمحـمّـدٌ يـا سـيّـدي وإمامي
يـا خير من أفدي، عليك سلامي
يـا حـرز آمـال المحبِّ وحصنه
لا زال يـنـمو في هواكَ غرامي
جـدِّدْ بـنـفسي حبّك الزاكي الذي
إن قـلَّ زاد الـهـمُّ فـي أيـامي
يـا قـرَّةَ الـعـين الرحيم أمدَّني
بـالـحـبِّ وارْعَ بـسرِّه أسقامي
واقـبـلْ صـفيَّ الله فرط مودتي
وانـظـر إلى قلبي الكسير الدامي
يـا لائـمـي في عشقه أقصر فذا
قـرآنـُنـا لـم يـصـغ لـلّوام
حـبُّ الإلـه وحـبُّ ذات رسوله
مــتـلازمـان تـلازم الأرقـام
وهـوى الـرسول فريضة فطريةٌ
وجـمـالُـهـا لـلمؤمن المتسامي
وأحـبُّ مِـنْ نفسٍ ومن ولدٍ ومن
مـالٍ ونـاس حـبُّ خـيـر إمامِ
ولـنـعـمَ مَنْ ربُّ البرايا اختاره
لـرسـالـة الإيـمـان والإسـلامِ
خُـتـمـتْ رسالاتُ السما بمحمد
فـغـدا الـبـنـاء مـتوَّجاً بتمامِ
لـولا رسـالات الإلـه وهـديُـهُ
لـهـوى الأنـامُ بـلـجَّة وظلامِ
وهـل الـسـعـادة ترتقي إلا بها
كـالـروح تـنعم في دنا الأجسام
فـافـرَحْ لِـبُشرى العالمينَ بأحْمَدَ
وَتـقـلَّـد الـدُّنـيـا أعَـزّ وِسامٍ
وُلِـدَ الـهَـوى فـإذا بنجمٍ طلوعُه
يَـزهـو بـنـورِ الـخيْر للأقوامِ
هـذي الـسَّـعادةُ أقبَلتْ بعروسِها
فـتـرَنـَّمـوا يَــا ناسُ بالأنغامِ
عن موقع : " أدباء الشام" بتصـرُّف
**
في رحاب المولد الشريف
مع الشاعر مبروك زيد الخير
يُسعِدُنا ، بمناسبة الذكرى العطِرة للمولد النبويّ الشريف ، على صاحبها أفضلُ الصلاة وأزكى التّسليم، أن ننشرَ مقاطعَ مِنْ " بُـردة " الشاعر الدكتور المبروك
بن علي زيد الخير، التي نظمَها في مدح الرسول صلى الله عليه و سلم ، في شهر نصرته الذي بادَرتْ به وزارة الشؤون الدينية و الأوقاف .
وهذه القصيدة تقعُ في مائة وواحد و ثمانين بيتا ، أبدَعها صاحبُها ، تقبَّل الله دعاءه ، على شاكلة البُردة الشهيرة .
يقول الشاعر في مقدمة الكتاب : " المدائح النبويّة فن ّ شعري يعبِّر عن العواطف الدينية ، و بابٌ من الأدب رفيع ، ومنحى من الذوق مكين ، تمخضّتْ عنه قرائح المُحبّين للنبيِّ الأمين ، الذي كان هديُه ولا يزال نورا يَسري في القلوب ، و سِرًّا يَتغلغل في الحنايا ، ليعبّر عن مطلق التقدير والانبهار برسول اصطفاه المولى وآثره بخصوصيّة الختام ، فكان حقيقا أن يكون آخرَ أذُنٍ استمعَتْ لإرسال السّماء لجبرائيل الأمين بالوحي المبين ، وآخِرَ لسان بلّغ عن الحق مراده من الخلق . فهو القدوة المثلى ، و الأسوة العظمى للناس أجمعين .
وقد نبَتت المدائح النبوية منذ القديم مع ثلة من الأوّلين ، واكتملتْ في إبداع ثلة من الآخرين ، من عباقرة الشعراء ، كحسان بن ثابت ، وكعب بن زهير ،
والأعشى ، وشعراء آل البيت ، كالكميت بن زيد ، ودعبل الخزاعي،و الشريف الرضي ، و غيرهم ...
و لكنَّ أرسخهم في الرّوعة و الصِّدق و جيَشان العواطف ، إنّما هو شرف الدين محمَّد بن سعيد البوصيري ، عليهم جميعا رحمة الله و رضوانه .
وقد اندرجَتْ هذه القصيدة في ذلك المجال النوراني الرائق ، فأسهمنا بها في هذا الفنّ المديحي النبوي ،على شاكلة البردة ، و سمَّيناها :
" الحلّة السّندسيّة لنهج البُردة الرّضيّة في مدح خير البريّة "
فاضَ الفــؤادُ بحـبٍّ غامــِرٍعَرمِ
وَرفرفَ الشوقُ في قلبي إلى الحـرَمِ
وَ سافـرَ الطيـفُ للمُخـتار سيِّـدِنا
خـيْرِ الوجـودِ وأولى الناسِ بالكرَمِ
حدَّثـتُ نفسي عن جورِ الهوى فأبَى
غيرَ السَّــماعِ وأذْنُ القلب في صمَمِ
يا لائِمي كُـفَّ عنْ لومي فلوْ كُشِفتْ
لكَ الحـقائقُ و الأســرارُ لـمْ تلُمِ
شـوقُ النـبيِّ سَــبى قلبي ونوَّرهُ
وحبُّهُ فاض مِـنْ عمقي و فـوق فمي
بذلـتُ روحيَ في حُـبِّّ النبيّ وقــدْ
جَـرتْ دموعي فأبْـدى سيلُها سَقـمي
تقاصَـرتْ هِـمَّـتي عن نـور سُنّتِهِ
ولمْ أصَــلِّ كـما صـلّى ولـمْ أقُـمِ
ولمْ أكـنْ مثلَـه أطــوي مُصابـرةً
وأحـزِمُ البطـنَ من جوعٍ ومن عـدَمِ
للهِ درُّكَ إذْ تـرضـى بمـسغـبَــةٍ
وترفـضُ الذهــبَ الإبريزَ في شمَمِ
وتحبِسُ النفسَ في المِحرابِ مُمتطِـيًا
رِجليْنِ قدْ ضـجَّـتا مِـنْ شـدّةِ الألمِ
حَــلاّكَ ربُّــكَ بالأنـوار مـن أزلٍ
وكنتَ غايــةَ خلْـقِ الكونِ و الأمَمِ
وكنـتَ رحمـةَ ربّـي وهْـيَ بارزةٌ
في معـلـمٍ للهُـدى و الخير مُرتسَمِ
أنـتَ الأبـرُّ الـذي أوفـى بذِمّتِـهِ
والصّـادقُ الوعـدَ في فعلٍ وفي كلِمِ
أنـت الشفيـعُ لنا في يـوم مَحشرِنا
ومَنْ سِـواكَ لِهــول الخطبِ يُؤتمَمِ
ومَـنْ تكـنْ برسـول اللهِ قـدوتُـهُ
يَعـشْ سعـيـدًا ويَعـلو قمَّةَ الهرَمِ
**
كلمات ...
إنَّ الذي لا يفرحُ بعض المرّاتِ في السّنة يَرى الحياة كئيبة
ومَنْ كانتْ مواسمُهُ شاحبة ، بلا طعم ، يَتطلَّعُ إلى أعياد الآخرين
و قدْ يَتمنّى أنْ يَبتهِجَ مثلهم
و أمَرُّ من هذا أنْ يتمنّى أنْ يكون منهم
فالنّفسُ في حاجة ماسّةٍ إلى فترات حبور ومسرّات و بُشريات
فلماذا لا نجتهِدُ في صناعة الفرح ؟
و لِماذا لا نشاركُ المساجدَ في الاحتفال و الاحتفاء بأيّامنا ؟
فمِنْ حقِّ البيت أنْ يفرح
ومنْ حقِّ المدرسة أنْ تفرح
ومِنْ حقّ الشارع أنْ يَفرح
هكذا نوسِّعُ معاني الحياة
و نقنعُ بما عندنا من موروث متنوِّع14 [i]
