بسم الله الرحمن الرحيم
سارة تكتب عن اللحظات الأخيرة قبل غرقها
لم يصدق أحد ما حدث ..!! فعائلة المرحوم خ عيسى المكونة من 7 أفراد قضت غرقا في وادي الهرهارة القريب من مدينة تامسة جنوب بوسعادة ، بعد أن جرف تيار المياه القوي سيارة الـ 406 التي كانوا يستغلونها ووزع أجساد ركابها على ضفاف الوادي القريبة والبعيدة ، ولم يسلم أحد من القدر المحتوم ...وتجند العشرات من المتطوعين للبحث عن الأشلاء التي جرفها التيّار و إهمال أولي الأمر .
كانت سارة من بين الغرقى....
وقبل يومين من الحادثة خرجت سارة عن الموضوع في مادة الإنشاء في مدرستها واختارت أن تكتب عن غريق يصارع لحظات الموت القاتل بين الأمواج الهادرة ، وكانها تصف حالها أو حال عائلتها في الحادثة التي تعرضت لها بعد يومين من كتابتها هذا الموضوع .
وتقول الأستاذة ج فتيحة أن الفقيدة التي كانت مثالا للتلميذة الخلوقة والرزينة والمجتهدة ، فاجأتها بالنص الذي كتبته والذي كان بعيدا تماما عن المطلوب ، لكنه كان يصب في قلب الفاجعة التي ألمت بالعائلة فيما بعد ، في مفارقة غريبة لا تفسير لها سوى التسليم بقدرة الخالق سبحانه وتعالى والإيمان بقضائه وقدره.
نص الرسالة كما كتبته سارة قبل رحيلها دون تصحيح .
التاريخ يوم 08-04-2007
السيد رئيس الحي 24 فيفري
إلى السيد رئيس البلدية
عرض حال
الموضوع الغريق
في صبيحة يوم الثلاثاء ( الرابع والعشرين من ) على الساعة الثامنة ونصف صباحا كنت أسير على الشاطئ رفقة صديقتي نتجاذب أطراف الحديث ، وفجأة رأينا جمعا عظيما من الناس يتدافعون على الشاطئ تدافع الموج المتراكم ، ويشرون إلى الماء بأصابعهم وينادون الغريق ، الغريق ، الغريق ، النجدة ، النجدة فألتفت إلى حيث أشاروا فإن رجل بين معترك الأمواج ، يصارع الموت والموت يصارعه ، يطفو تارة فيمد يده فلا يجد يدا تمتد إليه ويرسب أخرى حتى تبسط قوته صفحة البحر فنحسه من الهالكين ومازال يتخبط ويتشبث ويظهر ثم يختفي ويتحرك ثم يسكن حتى كل ساعده ووهت قوته ، ولم يبق منه إلا رأس يضطرب ويد ترتجف وكانت أعناق الحاضرين مشرئبة والأعين شاخصة وزفير الفزع والأسى يتوالى ويتصاعد فقد سيطر الخوف على الجميع . وفي الأخير نشعركم بالحزن والأسى لظروف حالة الإجتماعية لهذا الغارق حالة الإجتماعية والنفسية وكانت هذه الحالة بين الموت والحياة وكانت الحالة الحادثة مؤلمة .
رحم الله سارة و جميع أسرتها و أسكنهم فسيح جناته
عن جريدتي الشروق و الخبر
سارة تكتب عن اللحظات الأخيرة قبل غرقها
لم يصدق أحد ما حدث ..!! فعائلة المرحوم خ عيسى المكونة من 7 أفراد قضت غرقا في وادي الهرهارة القريب من مدينة تامسة جنوب بوسعادة ، بعد أن جرف تيار المياه القوي سيارة الـ 406 التي كانوا يستغلونها ووزع أجساد ركابها على ضفاف الوادي القريبة والبعيدة ، ولم يسلم أحد من القدر المحتوم ...وتجند العشرات من المتطوعين للبحث عن الأشلاء التي جرفها التيّار و إهمال أولي الأمر .
كانت سارة من بين الغرقى....
وقبل يومين من الحادثة خرجت سارة عن الموضوع في مادة الإنشاء في مدرستها واختارت أن تكتب عن غريق يصارع لحظات الموت القاتل بين الأمواج الهادرة ، وكانها تصف حالها أو حال عائلتها في الحادثة التي تعرضت لها بعد يومين من كتابتها هذا الموضوع .
وتقول الأستاذة ج فتيحة أن الفقيدة التي كانت مثالا للتلميذة الخلوقة والرزينة والمجتهدة ، فاجأتها بالنص الذي كتبته والذي كان بعيدا تماما عن المطلوب ، لكنه كان يصب في قلب الفاجعة التي ألمت بالعائلة فيما بعد ، في مفارقة غريبة لا تفسير لها سوى التسليم بقدرة الخالق سبحانه وتعالى والإيمان بقضائه وقدره.
نص الرسالة كما كتبته سارة قبل رحيلها دون تصحيح .
التاريخ يوم 08-04-2007
السيد رئيس الحي 24 فيفري
إلى السيد رئيس البلدية
عرض حال
الموضوع الغريق
في صبيحة يوم الثلاثاء ( الرابع والعشرين من ) على الساعة الثامنة ونصف صباحا كنت أسير على الشاطئ رفقة صديقتي نتجاذب أطراف الحديث ، وفجأة رأينا جمعا عظيما من الناس يتدافعون على الشاطئ تدافع الموج المتراكم ، ويشرون إلى الماء بأصابعهم وينادون الغريق ، الغريق ، الغريق ، النجدة ، النجدة فألتفت إلى حيث أشاروا فإن رجل بين معترك الأمواج ، يصارع الموت والموت يصارعه ، يطفو تارة فيمد يده فلا يجد يدا تمتد إليه ويرسب أخرى حتى تبسط قوته صفحة البحر فنحسه من الهالكين ومازال يتخبط ويتشبث ويظهر ثم يختفي ويتحرك ثم يسكن حتى كل ساعده ووهت قوته ، ولم يبق منه إلا رأس يضطرب ويد ترتجف وكانت أعناق الحاضرين مشرئبة والأعين شاخصة وزفير الفزع والأسى يتوالى ويتصاعد فقد سيطر الخوف على الجميع . وفي الأخير نشعركم بالحزن والأسى لظروف حالة الإجتماعية لهذا الغارق حالة الإجتماعية والنفسية وكانت هذه الحالة بين الموت والحياة وكانت الحالة الحادثة مؤلمة .
رحم الله سارة و جميع أسرتها و أسكنهم فسيح جناته
عن جريدتي الشروق و الخبر